يشير وصف “المجتهد المجدد الذي وقف ضد التقليد” إلى عدد من العلماء والمفكرين البارزين في التاريخ الإسلامي الذين نادوا بالعودة إلى مصادر التشريع الأصلية (الكتاب والسنة) والاجتهاد في فهمها، ورفضوا الجمود على رأي إمام أو مذهب معين دون دليل.
أبرز الأئمة والدعاة للاجتهاد
هناك شخصيات عديدة تُعرف بريادتها في هذا المجال، ولعل أبرز من يُشار إليهم في هذا السياق، سواء في التاريخ القديم أو الحديث، هم:
- أئمة المذاهب الأربعة أنفسهم:
مثل الإمام الشافعي والإمام أحمد بن حنبل وغيرهما، الذين أكدوا على وجوب ترك قولهم إذا خالف الحديث الصحيح، محذرين بذلك من التقليد الأعمى الذي قد يؤدي إلى مخالفة النصوص.
- شيخ الإسلام ابن تيمية (ت 728 هـ):
يُعد من أبرز المجتهدين الذين دعوا إلى نبذ التعصب المذهبي، والرجوع المباشر إلى نصوص القرآن والسنة، والاجتهاد المستقل، وهاجم التقليد الأعمى بشدة.
- محمد بن عبد الوهاب (ت 1206 هـ):
في العصر الحديث، يُعتبر من أبرز من قاموا بحركة تجديدية واسعة دعت إلى الاجتهاد ومحاربة صور التقليد والجمود والتعصب المذهبي في المسائل الشرعية، والعودة إلى نقاء العقيدة والسنة.
ملحوظة هامة
مبدأ “تحريم التقليد على المجتهد” و “وجوب الاجتهاد عليه” هو أصل ثابت في علم أصول الفقه، وهذا يعني أن كل عالم وصل إلى رتبة الاجتهاد المطلق هو مجدد في الأصل ومناهض للتقليد في حقه. فالعلماء دائماً ينقسمون إلى:
- المجتهد: وهو مأمور بالاجتهاد، ويحرم عليه التقليد.
- المقلِّد (العامي أو طالب العلم غير المؤهل): وهو مأمور بسؤال أهل العلم والتقليد.
لذلك، فإن الصفة تنطبق على كل من نادى بفتح باب الاجتهاد وحارب التعصب للمذاهب كبديل للنظر في الدليل.