“هذا البحر سوف يفيض”: كلاسيكية جديدة على خلفية الطبيعة القاسية

يُعد مسلسل “هذا البحر سوف يفيض” (Taşacak Ha Bu Deniz) أحدث الإضافات القوية للدراما التركية، حيث استطاع أن يلفت الأنظار ويحقق نسب مشاهدة مرتفعة منذ حلقاته الأولى، مقدمًا مزيجًا من الصراع العائلي، التقاليد الصارمة، وقصة حب مستحيلة تتشابك خيوطها على خلفية طبيعة البحر الأسود الوعرة.

1. القصة: الحب في مواجهة الثأر العائلي

تدور أحداث المسلسل في مدينة طرابزون بمنطقة البحر الأسود، حيث تقف عائلتان عريقتان متنافستان ومتعاديتان في صراع مرير يغذيه الثأر والكراهية الممتدة عبر الأجيال: آل فورتونا وآل كوتشاريس.

في قلب هذا الصراع، تنشأ قصة حب بين:

• عادل كوتشاريس (أولاش تونا أستيبي): الشاب الجذاب الذي يجد نفسه عالقًا بين ولائه لعائلته وحبه الذي ينمو بصعوبة.
• إسما فورتونا (دينيز بايسال): المرأة القوية ذات النفوذ التي تسعى للتحرر من قيود وتقاليد عائلتها ومجتمعها.

تتعقد الأحداث مع وصول شخصية غامضة هي إيليني (آفا زد يامان)، وهي امرأة من أصل يوناني تعود للبحث عن جذورها، ليكشف وجودها خيوطًا معقدة من الماضي تهدد بكشف الأسرار وقلب موازين القوى بين العائلتين.

2. الأبطال والفريق الإبداعي

اكتسب المسلسل ثقلاً فنيًا بفضل طاقمه الذي يضم أسماء لامعة وذات شعبية:

ويُشرف على العمل فريق إبداعي متميز:

• الإخراج: تشاغري بايراك.
• التأليف: الثنائي الشهير عائشة فردا إريلماز ونهير إردم (كاتبتا مسلسل اشرح أيها البحر الأسود).

3. الأجواء الإنتاجية والنجاح الجماهيري

يُعد “هذا البحر سوف يفيض” أحد الإنتاجات الطموحة لـ قناة TRT 1 الحكومية، وقد تميز بعناصر إنتاجية عالية:

• التصوير والمواقع: تم تصوير المسلسل في مواقع طبيعية خلابة في طرابزون (أرسين، أراكلي، سورمين، أوف)، ما أضفى على المشاهد عمقًا وواقعية تعكسان أجواء البحر الأسود والجبال الضبابية.
• العمق الاجتماعي: لا يقتصر العمل على قصة الحب والصراع، بل يتعمق في قضايا اجتماعية مثل سلطة العائلة، الثأر، والعنف ضد المرأة، والسعي من أجل الحرية الفردية.

بفضل قصته المشوقة والأداء القوي لأبطاله، تمكن المسلسل من تحقيق قفزات كبيرة في نسب المشاهدة، مؤكدًا أنه منافس قوي في موسم الدراما التركية الجديد، ويُعرض أسبوعيًا كل يوم جمعة على قناة TRT 1.