هل يمكن الحديث عن الخطأ إذا لم يقتنع بوجود حقيقة علمية

قد يكون من الصعب الحديث عن “الخطأ” بمعناه التقليدي، خاصة في سياق الخطأ العلمي، مع شخص لا يقتنع بوجود حقيقة علمية بالأساس.


 

🧐 تحديات النقاش

 

إليك الأسباب والتحديات الرئيسية:

  • غياب الأرضية المشتركة: يعتمد مفهوم الخطأ العلمي على وجود معايير مقبولة وأدلة تجريبية أو نظريات مثبتة (أي ما يعتبره المجتمع العلمي “حقيقة” أو أفضل تفسير حالي). إذا كان الشخص يرفض الاعتراف بهذه المعايير أو المنهجية، فلن تكون لديكما أرضية مشتركة لتقييم أي ادعاء كـ صحيح أو خاطئ.
  • الخلاف على التعريف: بالنسبة للشخص الذي يرفض الحقيقة العلمية، قد يكون “الخطأ” مجرد رأي مختلف أو تصور مغاير للواقع، وليس انحرافًا عن دليل موضوعي.
  • المنطقية مقابل الذاتية: الحقيقة العلمية تسعى للوصول إلى استنتاجات موضوعية وقابلة للاختبار. الشخص الذي لا يقتنع بها غالبًا ما يعتمد على أدلة ذاتية، معتقدات شخصية، أو تفسيرات غير خاضعة للتحقق.

 

💡 كيف يمكنك التعامل مع الموقف؟

 

بدلاً من محاولة إثبات “الخطأ”، يمكنك تغيير مسار النقاش إلى الأمور التالية:

  • ✅ التركيز على المنهج: بدلاً من مناقشة النتائج (الحقائق العلمية)، ركز على المنهج العلمي نفسه. اسأل عن كيفية التوصل إلى معتقداتهم، وما هي الأدلة التي يعتبرونها صالحة، ولماذا لا يعتبرون التجربة والمنطق العلمي أدوات موثوقة.
  • 🤝 مناقشة التطبيق العملي: ناقش تطبيقات تلك “الحقائق” في حياتهم اليومية.
    • مثال: قد يرفضون نظرية الجاذبية، ولكنهم يعترفون بأنهم لا يستطيعون الطيران في الهواء. يمكنك هنا مناقشة مدى فائدة النماذج العلمية في التنبؤ بظواهر العالم واستغلالها تكنولوجيًا (مثل بناء الجسور، الأدوية، الهواتف الذكية).
  • 🔄 تقديم الأدلة كأدوات: قدم الأدلة العلمية ليس كـ حقائق نهائية، بل كـ أفضل النماذج المتاحة حاليًا والتي تم اختبارها بشكل مكثف وتتسم بأعلى درجات الاتساق والقوة التفسيرية.

باختصار: الحديث عن الخطأ يصبح ممكنًا عندما تنتقل المناقشة من “ما هو صحيح أو خاطئ؟” إلى “ما هو المنهج الأكثر موثوقية لاكتشاف الحقيقة؟” و**”ما هي النتائج العملية لاتباع هذا المنهج؟”**.