page hit counter

شيماء عويضة تكتب: فيروس كورونا بين التهديد والعظة

كتبت مازال كورونا يحصد آلاف الأرواح ومازال خطره يهدد البشرية، ومازال ينتابنا بنوبة من الهلع والفزع، فالبرغم من صغر حجم هذا الفيروس اللعين إلا أنه تسبب في أزمة كبيرة واجهت العالم أجمع وأصبح يهدد اقتصاده بجانب الخسارة البشرية الذي يتسبب فيها يوميًا، حيث تسبب أيضًا في تراجع إنتاج الدول سواء من الناحية المحلية أو الدولية وزاد من مشكلة البطالة وأثر على فرص العمل في كثير من القطاعات، هذا الفيروس الذي إذا استمر في الانتشار لسوف تعاني جميع الدول من انحدار وتدهور كبير في اقتصادها، هذا بالإضافة إلى النقص الذي سوف نتعرض له سواء نقصا في الأدوات الطبية أو الأماكن في المستشفيات، فكل دولة الآن تخشي لاحقًا الا تقدر على مواجهته وبالفعل حدث مع بعض الدول الغربية وندعو الله ألا يحدث معنا وأن يحفظ الله الدول العربية من خطر هذا الفيروس وأن لا يتخطى الأمر أكثر مما وصل إليه.
مثله مثل أي فيروس كثرت حوله البلبلة والأقاويل والتوقعات فمنذ انتشار الفيروس وتحدث البعض عن أنه فيروس مصنوع أي من صنع الإنسان من قبل إحدى الدول لضرب اقتصاد دول أخرى فإذا كانت هذه هي الحقيقة أو لا فكل مانعرفه الآن هو أن السم انتشر وانقلب السحر على الساحر حقا والبعض الآخر يقول أنه فيروس طبيعي غير مخلق أو مصنوع وكثير من الأطباء والعلماء تحدثوا عن أنه سيندثر بارتفاع الحراره وآخرين يقولون أنه لا علاقة له بارتفاع الحرارة ويوجد من يتوقع قرب موعد انتهائة وهناك من يقول أنه سيصيب سبعين بالمائة من سكان العالم ومن يتوقع أنه سيصيب العالم كله، أعلم أننا جميعا في حالة من الإنتظار والقلق ولكن في كل الحالات والتوقعات يجب علينا ألا نستسلم ونعلم أن كلها مجرد اجتهادات وتوقعات قد يصيب بعضها والبعض الآخر يخطيء فيجب علينا التصدي له بكل الطرق الممكنة وأن نتخذ الحذر والاحتياطات الواجبة وألا نستسلم للاحباط وخيبة الأمل.
كما أن فيروس كورونا لم يكن الوباء الأول، حيث تعرضت كثير من الدول ومن بينها مصر لمختلف الاوبئة والفيروسات على سبيل المثال طاعون أثينا الذي دمر المدينة اليونانية القديمة خلال السنة الثانية من حرب بيلوبونيزيا وتسبب في مقتل ٧٥ ألف شخص، والطاعون الانطوائي في عهد ماركوس اوريليوس الذي تسبب في وفاة ٥ملايين شخص،والطاعون الأسود الذي اجتاح أنحاء أوربا وتسبب في موت ثلث سكان القارة، والطاعون الأسود في مصر الذي اجتاحها على فترات متعددة وحصد الكثير من الأرواح فكان يخرج من القاهرة يوميًا حوالي ٨٠٠جثة ندفن خارج العاصمة هذا بالإضافة إلى اوبئة وفيروسات أخرى لاداعي لذكرها الآن .
أمايختلف في هذا الأمر هو أن فيروس كورونا اجتاح العالم فلم يترك دولة إلا وهاجمها الا القليل من نجي حتى الآن ، ليقف العالم عاجزا داعيًا الله عز وجل أن يكشف تلك الغمة، أما مايجب إلقاء الضوء عليه هو أنه في كل مرة يجتاح فيروس أو وباء دول العالم يقف في خط المواجهة الأمامي الجيش الأبيض من أطباء وطاقم تمريض لذا فيجب على الدولة إعطاء مهنة الطب والأطباء ء وكل من يعمل بهذه المهنة حقها بقدر كاف من الإهتمام والتقدير وعلينا أن ندعو الله سبحانه وتعالى أن يمنحهم القوة والصبر ويحفظهم من هذا البلاء شاكرين لهم ومجهودهم في التصدي لهذا الوباء ،ويجب على الدولة أيضا عدم الاكتفاء بذلك فقط فيجب عليها أن تهتم اهتمام كلي بالجانب الصحي سواء من خلال تزويد المستشفيات بكل مابنقصها وتدريب وتأهيل كل العاملين بهذا المجال من الناحية العملية والنظرية أيضا أوبانشاء عدد وفير من المصانع لتصنيع الأدوات الطبية.
أما مايجب علينا فعله كمواطنين أن نتكاتف ونساعد بعضنا البعض ونفعل أقصى ما في وسعنا حتى الآن لمواجهة هذا الفيروس الذي لايوجد له لقاح أو علاج صريح إلى الآن فعلينل باتباع التعليمات والإهتمام بالنظافة الشخصية لتقليل خطر الإصابة، حيث نقوم بغسل يدينا بشكل متكرر بالصابون والماء ونستخدم الكحول لليدين إذا كنا خارج المنزل ولا يوجد ماء وصابون ونلتزم منزلنا قدر الإمكان ويجب علينا أيضا أن نعزز شعورنا بالمسؤولية تجاه أنفسنا وأهلنا وبلدنا ونحمد الله عز وجل أن هذا الوباء لم يأتي في الشراب أو الطعام وإلا داهمنا الموت قبل أن نصيب بالفيروس، وأن نظل متمسكين بالأمل داعين الله أن يمن علينا برحمته ويبعد عنا هذا البلاء ونتقرب من الله ونعزز علاقتنا به ونعي وندرك جيدا كيف تتبدل أحوالنا فسبحانه الذي يغير ولا يتغير فأين كنا أمس والآن إلى أين وصلنا، فاصبحنا نشعر بقلق وخوف حتى من الأشخاص اللذين يعيشون معنا فبعدما كنا نتبادل الاحضان ونتبادل الزيارات حتى المساجد لم نعد ندخلها فسبحانه الذي يغير ولا يتغير أكررها.

المصدر : صدي البلد