page hit counter

د. كمال الدسوقى يكتب: عاشت الطبيبة ومات المجتمع

ماحدث أمس فى مجتمع ريفى تربطه علاقات النسب والمصاهرة والجيرة والعادات والتقاليد والنخوة والشرف والرجولة وأنا هنا لا أتحدث عن الدين أو الضمير أو الأخلاق أو الإنسانية ولكنى أتحدث عن العادات والتقاليد الريفية المصرية ومواقف الأهل والعصبية والعائلية في أن يوارى جثمانها الطاهر الثرى. ما هو إلا زلزال كبير وانقلاب على كل ماذكرت وحقيقه فى بداية الأخبار كذبت نفسى ولم يخطر ببالى أن يحدث هذا مطلقا فى قرية مصرية لقد أساءت هذه القرية ليس لمصر فقط ولكن للإنسانية كلها ويجب ألا يمر هذا الحدث الجلل مرور الكرام أى نعم تدخلت الدوله فى الوقت المناسب وفرض القوة على هؤلاء السفهاء.
ويعلم الجميع أن هناك دولة تستطيع معاقبة كل من حرض أو شارك فى هذه الجريمة بالعقاب المشدد وغير مقبول أى اعتزار من أى فرد بالقرية ويجب إقالة كل قيادات هذه القرية فورا هذا من الناحية الأمنية. أما المشكلة الكبرى فهى البحث فى أسباب ودوافع هذا التصرف والتجريف والتحريف الذى حدث فى الشخصية المصرية خلال الحقبه الماضيه وكيف تحول هؤلاء الشباب الذين رأيتهم فى الفيديو الى أوباش بكل ماتعنيه الكلمه لأننى حتى لا أستطيع وصفهم بالحيوانات لأن الحيوانات لا تفعل ما فعلوه. من وجهه نظرى الموضوع ليس مرتبط بالجهل أو الفقر لكنه مرتبط بالأنانية والسيكوباتية والحقد والغل المجتمعي وما يتبعهم من تغييب للوعى إما بالمخدرات بكل أنواعها او بالفكر المضلل ايضا بكل انواعه وهو لايقل خطورة عن المخدرات فكلاهما أخطر من فيروس الكورونا نفسه على المجتمع. يجب أن يتوجه خبراء وعلماء الاجتماع والتنميه البشريه وأطباء الصحة النفسية إلى كل المعتقلين وعمل البحوث اللازمة عليهم وكل أفراد هذه القرية لمناقشة دورهم السلبي فى مواجهة المحرضين ومنعهم من فعلتهم الشنعاء فهم أيضا مشاركون فيها. لابد من البحث فى الأسباب وما الذي أدى لهذه الأسباب وذلك حتى يتثنى للمجتمع أن يعيد حساباته فى أنماط سلوكه حتى لا نكون فى حاجة كل مرة أن تستنزف موارد الدولة وطاقات قواته الأمنية فى أمور لا أخلاقية كهذه الواقعة وأن يكون الأمن عامل فعال وقوى فى حراسة أمن واستقرار الدولة حتى تقوم بالعملية التنموية الشاملة التى تحقق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي وتحقيق رفاهية شعبها وتطلعاته فى حياة كريمة مستقرة حديثة. نعم انتقلت الطبيبة من دار الباطل إلى دار الحق لأنه المكان الذي يستحقها وسيظل أهل هذه القرية ملاحقون فى يقظتهم وأحلامهم عما اقترفوه فى حقها وحق الإنسانية وستظل نقطة سوداء فى تاريخهم لأجيال عديدة وليكن درسا لكل من يقف ضد قوانين الطبيعة والإنسانية.

المصدر : صدي البلد