page hit counter

عزيزي الرئيس ترامب

فخامة الرئيس ترامب
بعد التحية:-
ربما من المستغرب أن يقوم صحفي مصري، بإرسال خطاب مفتوح إلى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، لكن نأمل في سعة صدركم لما سيرد فيه من نقاط ونقاشات مع فخامتكم نتمنى أن يسمح وقتكم بقراءتها.
وبدون مقدمات لا داعي لها، فإن ما يحدث في الولايات المتحدة الأمريكية، من استمرار معدل الإصابات بفيروس كورونا القاتل بعد تخطي عدد الاصابات بالفيروس نحو 475 ألف إصابة ووفاة نحو 17 ألف أمريكي، وبعد عزاءنا لأسر ضحايا هذا الوباء الفتاك في الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من بلدان العالم التي دفعت ثمنا باهظًا لهذا الوباء وفي المقدمة منها دولا مثل إيطاليا وأسبانيا وغيرها.
نحيط فخامتكم أننا وفي الوقت الذي يتابع فيه العالم أجمع الجهود الامريكية المتواصلة للسيطرة على الوباء، وبالخصوص داخل الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها الدولة العالمية الأكثر إصابة، فإنه من المهم التركيز على ثلاث نقاط، وثلاثة مطالب والاتفاق معًا على ثلاث قضايا.
أمام بخصوص الثلاث نقاط، التي ينبغي عليكم في الولايات المتحدة الأمريكية وكما في مصر وكل بلاد العالم، التي تضررت من هذا الوباء، ففي مقدمتها التوصل بأقصى سرعة لعلاج لهذا الوباء ومع اختباركم لدواء "كلوركين" وبالتوازي معه عقاقير أخرى مثل "آفيجان" الياباني فإنه من الضروري، وضع اليد على علاج لهذا الفيروس الفتاك وخصوصا مع توالي أنباء عن موجة ثانية منه في الخريف القادم، بما يصح معه أن نطلق على عام 2020 عام الوباء.
والنقطة الثانية، هى عدم تشتيت الجهد العالمي في مواجهة وباء كورونا وأقصد بالتحديد موقف الولايات المتحدة الأمريكية من منظمة الصحة العالمية، وأنا واحد من الملايين حول العالم الذين يعتقدون أن منظمة الصحة العالمية ومع الاحترام لمديرها تيدروس نقلت للعالم وجهة النظر الصينية فقط، فيما يخص الوباء ولم تجتهد من البداية في الإعلان وبالتحديد منذ شهر ديسمبر الماضي أن تقول إن كورونا، ليست انفلونزا عادية ولكنها انفلونزا قاتلة عدد الوفيات بالفيروس غير مسبوقة. ولذا فيرجي تأجيل النظر في قرار تقليص مساهمة واشنطن في ميزانية منظمة الصحة العالمية لأنه لو لم تكن الولايات المتحدة بحاجة ماسة لها فإن دولا نامية بأفريقيا وآسيا في حاجة ماسة وضرورية لمساهمات منظمة الصحة العالمية لوقف وباء كورونا.
أما النقطة الثالثة، فالبدء في التركيز وبتعاون مع الاتحاد الأوروبي وليس بالخلاف معه في إقرار منظومة للتعاون الاقتصادي والتخفيف من آثار كورونا الاقتصادية على العالم، ولا نقبل ولا نتحمل أن يكون كورونا هو مشابه للكساد العظيم في ثلاثينيات القرن العشرين الماضي.
أما الثلاثة مطالب، التي نوجهها إلى فخامتكم عبر هذا المقال ونتمنى من الإدارة الأمريكية النظر فيها، وأن تستجيب انطلاقا من زعامتها للعالم وباعتبارها قوى عظمى، أن تقوم واشنطن بالمبادرة وفي عز مأساتها مع كورونا وهذا واجب الكبار، بالإعلان عن صندوق عالمي لمساعدة الدول الفقيرة والنامية المتضررة من وباء كورونا وتقوم أمريكا بدفع حصتها فيه على الفور، وهناك بلدان نامية وأفريقية وآسيوية متضررة بشدة، من كورونا ولا تستطيع التصدي له أو التماسك أمامه ونعتقد أنه وبالرغم من كل ما حدث فإن هجمة الوباء لم تصل إلى الذروة العالمية بعد.
وليكن رأس مال هذا الصندوق 50 مليار دولار مثلا وتوجه موارده وبشفافية عالية الى الدول الفقيرة والنامية التي تعانى من كورونا.
أما المطلب الثاني فإنه ينبغي على الولايات المتحدة الأمريكية، أن تبدا عملية عالمية واسعة وغير مسبوقة للنظر في التطور الفيروسي على مستوى العالم وتنشر نتائج الدراسات هذه عالميا ليكون هناك احتياط في المستقبل لو أن هجمة وبائية مماثلة مثل كورونا هاجمت العالم لا قدر الله العام القادم أو الذي يليه.
اما المطلب الثالث.. وتقديرا لضحايا كورونا والذين تخطوا المائة ألف عالميا ودون ذنب اقترفوه فأرجوا أن تتزعم واشنطن حملة عالمية لنزع الأسلحة البيولوجية والجرثومية من المخازن العالمية مثلما حدث من قبل مع الأسلحة الكمياوية وواشنطن تقدر على إجبار دول العالم على الامتثال لهذا الطلب، فقد تبين أن الأسلحة البيولوجية ليست سلاحا يمكن أن ينهي حربا بين دولتين ولكنه قد ينهي البشرية برمتها..
أما القضايا التي استئذن فخامتنكم في مناقشتها، فهى الطلب وحديثنا كله عن وباء كورونا الذي يشغل العالم، بفتح تحقيق واسع في حقيقة أصل وباء كورونا وأعلم أن الولايات المتحدة الأمريكية نفسها متهمة بأنها من أطلقت كورونا على الصين وفق اتهامات رسمية من المتحدث باسم الحكومة الصينية لكنه مهم جدا الوقوف على أصل هذا الوباء ومعرفة من لعب بالفيروسات ليكلف العالم كل هذا الثمن، والشفافية مطلوبة وللجميع ويكفي عارًا الجهة التي أطلقته، انها قضت على عشرات الآلاف من المواطنين الأبرياء دون وجه حق وهذا التحقيق سيحدد بلا غموض وبدون اتهامات متبادلة من أطلق الوباء.
كما أتمنى أن يحدث نقاش واسع حول تداعيات الفوضى التي حذر منها المفكر والسياسي الأمريكي المخضرم هنري كيسنجر الأسبوع الماضي والتي ستنتج عن تداعيات كورونا.
كيسنجر ليس دبلوماسيا أمريكيا فقط، ولكنه فيلسوف سياسي عالمي والجميع يقدر آراءه، ولا يعقل ان نستمع إلى هذه التحذيرات ونكتفي بالمشاهدة ينبغي أن يُدعى كيسنجر وغيره من المفكرين العالميين لوضع تصورات حول شكل الفوضى القادمة وإمكانية التصدي لها وإنقاذ حياة ملايين البشر ومنع دول من التفكك ، صيحة كيسنجر مؤلمة وهامة ولا تنطلق إلا من عقل فاهم وواعي لتداعيات وباء بهذا الشكل على العالم.
وختاما.. تقبل مني السلام والتحية للولايات المتحدة الأمريكية ولكافة شعوب العالم التي تناضل في معركة مصيرية أمام عدو ماكر يلاحق البشر دون أي ذنب ويفتك بهم.

المصدر : صدي البلد