page hit counter

ميران حسين تكتب: التدين الظاهري واللعب على أوتار السياسة

التدين الظاهري للأسف بقى صفه بنختص بيها وده ظهر مؤخرًا وبوضوح على السوشيال ميديا، لما طلعلنا أصحاب التدين الظاهري وقت قفل الجوامع ينادوا بأعلى الأصوات أفتحوا الجوامع قفلتوها ليييييييييييييه عااااااااااااااااايزين نصلي، الغريب إن نفس الناس اللى خوتتنا بقفل الجوامع هى نفس الناس اللى مابتدخلش الجوامع ولا بتصلي من الأساس.
الجوامع اللى شايفين إنها إزاي تتقفل كانت فاضية طول السنة، نسيوا وقت ما كانت مفتوحه ماكنش المصلين بيكملوا صف واحد خلف الأمام فى الصلوات الخمس العادية، أما بالنسبة لصلاة الجمعة فحدث ولا حرج فتلاقي البهوات واقفين بره الجوامع، اللى يدخن، واللى يهزر، واللى يرغي مع أصحابه، واللى ماسك الموبايل بيلعب عليه games أو بيكلم صاحبته لحد ما الأمام يخلص الخطبه ويقول وأقم الصلاه تلاقيهم كلهم جري دخلوا الجامع يصلوا.
مش عارفة إزاي تتحسب صلاة جمعة لكن ماعلينا مش هنقف على الحاجات دي، خلينا نفكر بالعقل والمنطق هل أتقفلت الجوامع كرهًا فى الدين والصلاة والتعبد لله، ولا خوفًا من تفشي مرض وأصابه الناس بيه، والمهم هل السادة المؤمنين اللى بينادوا بفتح الجوامع هنلاقيهم مليين الجوامع ولا هترجع ريما لعادتها القديمة، وأبوك عند أخوك وكله على قديمة، والأهم هل اللي بينادوا بفتح الجوامع جتلهم الهفه دي بناء على حس ديني ولا هى سياسة علي وأنا أعلي، ماهو للأسف فيه ناس مابتفتكرش ربنا إلا وقت الشدة، وفيه ناس بتزايد على ربنا برضه فى وقت الشدة.
ولأن كله مبني على تدين ظاهري فلازم نفهم الأساس إيه وجه منين وده هيحتاج مننا نرجع بالزمن لنص السبعينات وأوائل الثمانينات إللى أتغلغل فيهم الفكر الوهابي داخل مصر وضرب الثقافة المصرية فى مقتل لأنه للأسف قائم على فكرة المظهر لا الجوهر، والتدين الظاهري عامل كده زي فكرة الحاجة المقلية مقرمشه من بره لكن طرية من جوه، يعني بالمثل المصري القديم من بره هله هله ومن جوه يعلم الله.
ولأن اللى دخل الفكر الوهابي مصر عارف يلاعب الناس إزاي ويسيطر عليهم بإيه لقينا ملاعيين الأخوان اللى هربوا لقطر واللى واخدين قنواتها كمنبر إعلامي بيطالبوا بحاجات ما أنزل الله بها من سلطان، فالأستاذ معتز مطر على سبيل المثال وليس الحصر طلعلنا من خلاله قناته المعهودة بفكرة ظاهرها الرحمة وباطنها نار تكوي مصر وشعبها، طلع يطالب الشعب المصري تحديدًا وليس أى شعب آخر من الشعوب العربية أو الأسلامية إن يبتهلوا لله ويكبروا تكبيرات العيد ويطلبوا من ربنا رفع البلاء.
وفجأة لقينا مسيرات لفئة من المغيبين بيلفوا شوارع وطرقات الآسكندرية وهمه بيكبروا تكبيرات العيد ورافعين علم فيرس كورونا لحد ما وصلوا عند جامع القائد إبراهيم وولعوا فيه يحسسوك أنهم رافعين علم اسرائيل مثلًا وعلى القدس رايحين شهداء بالملايين، ولبيك يا قدس، لبيك يا غزة، وياما سمعنا وشوفنا وأجارك الله من اللى شوفناه منهم ومن خداعهم، والحاجة اللى تستغربلها فعلًا إنهم بيكبروا ويصقفوا فى ذات نفس الوقت وكل ده يا مؤمن وقت الحظر اللى معمول خوفًا من تفشي مرض وصل فى بعض الدول لدرجة الوباء اللى مش قادرين يسيطروا عليه حتى الآن، واتقلبت مصر واتقسمت ما بين مؤيد ومعارض.
المؤيد شايف إنك تنزل وتلف وتكبر وتخلي الناس تطلع من البلكونات تكبر معاك ده عين العقل والصح لأنك كده هترفع البلاء، أما موضوع إن فيه مرض أو حظر فدي مش عندهم لإن فكر الجماعة مبني على السمع والطاعة وده إللى وصلهم للمرحلة الأخطر اللى بيهدفوا لها حاليًا وهي إصابة الجيش والشرطة بالفيرس، وده اللى بيتكلموا عنه على السوشيال ميديا وبكده يبقوا خلصوا منهم ويبقى قضاء الله ونفذ فى الظلمة الجبابرة، ده فكرهم العفن المعتاد اللى مش هيبطلوه طول عمرهم.
المعارض مش معارض لإنه كاره ذكر الله أو الدعاء واللجوء ليه لرفع البلاء، ده معارض لأنه خايف ينتشر الفيرس ويموت الناس، لكن بالنسبالهم وفى فكرهم "أنت كااااااااااااااافر، حد يكره الدعاء لله"، وهنا يرن فى ودنك مقولة الرائع وحيد حامد فى فيلم الأرهابي "لا تناقش ولا تجادل يا أخ علي حتي لا تقع فى المحظور"، ودي سياسة الجماعة المحظورة اللى أنا وأنت وهى مش هنفهما ولا هنعتنقها فى يوم من الأيام.
كلنا فى الأساس شايفين إن الدعاء لله بيرفع البلاء وده حقيقي ولا جدال عليه، لكن اللى بيحصل ده مخطط من مخططاتهم اللى اتكشفت واتفهمت، لكن لسه فيه ناس مغيبه ماشية وراهم بدون وعي أو فهم.
اللى غرس الفكر ده في مصر كل رغبته تكون بلا عقل مجرد تابع تدينك ظاهري مش حقيقي ولا جوهري، وكل محاولاتنا لتغيير ده كانت مجرد محاولات ومجادلات عقيمة مافيش منها فايدة لأن غسيل المخ اللى أتعملهم من صغرهم بيخليهم مستحيل يتغيروا وده بيثبت مقولة من شب على شيء شاب عليه.
فى الآساس الأخوان لا أهل دعوة ولا أهل دين، إنما كل فكرهم الوصول لكرسي الحكم، أفيقوا يرحمكم الله، أعرفوا إن لو تفشي المرض ده هيكون دمار شامل، أتغيرت طرق الحرب تمامًا مابقاش صاروح مقابل صروخ ولا دباة قصاد دبابة، ده أتحول لحروب طقس وكوارث طبيعية وتخليق أوبئة وأمراض وده نتيجته بيكون فناء للشعوب وإهلاك للجيوش، فوقوا وأعرفوا أننا فى مركب واحدة وإنه بيتم أستخدامكم كعرائس الماريونت ووقت الجد لما اللى بيستخدمكم يوصل لغرضه هتدور السكينة على رقابكم لكن بما أنهم بيسعوا نفس السعي القديم لكرسي الحكم واللعب على أوتار السياسة ومشاعر المصريين فلازم دايمًا نفس الشعارات.
اشكال التدين الظاهري مش هتزول إلا بزوال شيوخ الفته ومدعي الدين المحاولين الوصول لكرسي الحكم واللى يقول عكس كد يبقي ضد المنطق.

المصدر : صدي البلد